تخطى إلى المحتوى

أحكام نقض أحوال شخصية نفقة في الإمارات

    في أحد الأيام، تقدّمت السيدة (س) بطلب نفقة ضد زوجها السابق، وبعد صدور حكم ابتدائي ثم استئناف، لجأت لاحقاً إلى مراجعة حكم النقض بناءً على تغير ظروفه المالية. هذا المثال الواقعي يُبيّن أهمية أحكام نقض أحوال شخصية نفقة في الإمارات وكيف يصبح أمام المنفَق عليه خيار الاستفادة من الأحكام القضائية السابقة في إطار قانون الأحوال الشخصية الجديد.

    في هذا المقال، نقدّم معلوماتًا موضوعية مدعّمة بالمصادر الرسمية، إلى جانب تقديم استشارات قانونية أسرية للاسترشاد، مع التشديد أن أي حالة تستوجب مراجعة محامٍ مرخّص في الإمارات.

    لاستشارة قانونية من محامي أحوال شخصية بالإمارات اضغط على زر واتساب أسفل الشاشة.

    لماذا تُطعن الأحكام في قضايا النفقة؟

    هناك أسباب عديدة تجعل الأطراف يلجأون إلى الاستئناف ثم إلى أحكام نقض أحوال شخصية نفقة في الإمارات، منها:

    • خطأ في تطبيق القانون أو تقدير النفقة: قد يصدر الحكم دون مراعاة المعايير المنصوص عليها في ‏قانون الأحوال الشخصية الجديد، كما في المادة 99 مثلاً التي تحدّثت عن استحقاق النفقة حتى إن كانت الزوجة متمتعة بمواردها.
    • تغيّر الظروف المالية أو الحالة الاجتماعية: عند ظهور تغير جوهري لاحقاً (مثل فقدان مصدر دخل أو زيادة أعباء النفقة) يستفيد الطرف من طلب تعديل الحكم. (نصّ المادة 97 على إمكانية الزيادة أو النقصان بناءً على ظرف طارئ).
    • إغفال مستندات أو أدلّة أساسية أمام المحاكمة: مما يتيح لمجلس النقض التدخّل لمراجعة التطبيق القانوني أو الاستدلالي.
    • تناقضات فقهية أو قانونية أو أسلوبية في الحكم الأصلي أو الاستئنافي: حيث يُمكن الطعن أمام محاكم النقض المحلية لتصحيح الأخطاء أو الممارسات القضائية غير المنتظمة.

    بالتالي، الطعن ليس هدفاً بحد ذاته بل وسيلة لضمان عدالة النفقة وتطبيق المعايير القانونية السليمة.

    أبرز أحكام نقض أحوال شخصية نفقة في الإمارات

    إليك بعضاً من الأمثلة التي تناولتها محاكم النقض الإماراتية في مجال النفقة:

    • حكم رقم (246) لعام 2021: حيث أكّدت المحكمة أن المطالبة بنفقة الزوجة قائمة منذ تاريخ امتناع الزوج عن الإنفاق، وأن النفقة تُعد ديناً مفضّلاً عند التصفية.
    • رغم قلة الأحكام المنشورة المُفصلة علناً، إلا أن التشريع ‎41 لسنة 2024 أبرز العديد من التعديلات التي تعكس توجّهاً تشريعياً ملموساً في معالجة النفقة، منها: تحديد حق المطالبة بالنفقة السابقة بسنتين بدل ثلاث سنوات.
    • حكم تجديد أو تخفيض النفقة بناءً على تغير الظروف: وفق المادة 97 من القانون الجديد، يمكن طلب تعديل النفقة عند تحقق ظروف استثنائية.

    ملاحظة: لا توجد حالياً قاعدة ثابتة منشورة باسم “حكم نقض رقم كذا” تتناول النفقة حصراً بشكل علني وواسع النشر، لذا يُعد هذا المجال من المجالات التي تحتّم متابعة الأبحاث القضائية والمراجعة الفردية للحالة.

    المعايير التي تطبّقها محكمة النقض في قضايا النفقة بالإمارات

    عند دراسة قضية نفقة أمام محكمة النقض أو عند الأخذ بأحكام نقض أحوال شخصية نفقة في الإمارات، تُركّز المحاكم على المعايير التالية:

    • استحقاق النفقة: الزوج مُلزَم بنفقة الزوجة أثناء العصر أو بعده إن ارتبطت بالفصل أو في فترة العدة إذا كانت تستحق. (مادة 99 من القانون الجديد).
    • مدى سداد النفقة أو تجاهلها: النفقة تخضع للوفاء أو الإبراء أو الحكم القضائي.
    • تغيير الظروف المالية أو الاجتماعية: المادة 97 تمنح الحق في الزيادة أو النقصان عند تغير الظروف.
    • ضوابط المطالبة بالنفقة الماضية: المطالبة بالنفقة السابقة مقيدة بفترة زمنية لا تتجاوز سنتين للزوجة.
    • التزام الزوج بتوفير مسكن مناسب وأعباء معيشية: من خلال تفسير النفقة بأنها تضم الطعام والكسوة والمسكن والعلاج والتعليم. (مادة 95)

    خطوات عملية للخصوم للاستفادة من أحكام النقض في قضايا النفقة

    إذا كنت طرفاً في مسار نفقة، فإليك خطوات عملية للاستفادة من أحكام النقض:

    1. تحديد الحالة القانونية: تأكّد ما إذا كان الأمر يتعلق بنفقة زوجة، أطفال، أو والدين، وحدد النصّ التشريعي المنطبق (قديم 28/2005 أو جديد 41/2024) بناءً على تاريخ القرار.
    2. جمع أحكام سابقة: احصل على نسخ من قرارات النقض أو التفسير القضائي المُعلَن مثل حكم رقم 246/2021.
    3. الاطّلاع على المعيار الذي استندت إليه المحكمة في حكم النقض (مثلاً: استحقاق النفقة منذ الامتناع – مـ 99).
    4. تغيير الظروف: وثّق ما إذا طرأت تغيّرات مالية أو أسرية (كفقدان دخل أو زيادة عدد الأطفال).
    5. تقديم طلب نقض أو تعديل: استعن بمحامٍ لترتيب النقض أو طلب تعديل الحكم أصلياً أو بعدم النفقة.
    6. متابعة التنفيذ: بعد صدور حكم، ليكن لديك خطة متابعة التنفيذ (تحويل راتب، حجز أصول، إلخ).

    باتباع هذه الخطوات، يستفيد الخصوم من «أحكام نقض أحوال شخصية نفقة في الإمارات» بشكل فعّال.

    ماذا يفعل المنفَق عليه؟

    كمنفَق عليه (الزوجة) يمكنك القيام بما يلي:

    • تأكيد مدى استحقاقك للنفقة: تأكّدي أن الزواج كان صحيحاً، وتم الانفاق، وتحقّقت الظروف المنصوص عليها في القانون.
    • رفع المطالبة خلال المدة المحدّدة: بعد نفاذ القانون، لا تُقبل المطالبات للأكثر من سنتين عن الزمن السابق (مـ 99).
    • طلب النفقة المؤقتة أثناء سير الدعوى: وفق المادة 100 من القانون الجديد.
    • طلب تعديل النفقة: حال تغيّرت ظروف المنفق، يمكنك طلب زيادة أو نقصان.

    ماذا يفعل الملزم بالنفقة؟

    إذا كنت ملزماً بدفع النفقة فإليك ما ينبغي اتخاذه:

    • تأكّد من الحكم القضائي: حدّده ومبلغ النفقة، وطريقة التنفيذ.
    • التزام بنقل المبلغ أو مسكن مناسب أو ما قضى به الحكم، فالنفقة واجبة حتى إن كانت الزوجة تملك موارد.
    • إذا تغيرت ظروفك المالية أو الاجتماعية بشكل جوهري، يمكنك طلب تخفيض النفقة ما بعد سنة من الحكم (مـ 97).
    • احرص على التوثيق: أي عدم دفع أو تأخير يمكن أن يؤدي إلى تنفيذ حجز على الأصول أو إجراءات قانونية.
    • استشر محامياً قبل اتخاذ أي خطوة، لتفادي المخاطر القانونية والمالية.

    دور المحامي/المكتب القانوني

    دور المحامي أو المكتب القانوني يكون محورياً في معالجة قضايا النفقة تحت عنوان أحكام نقض أحوال شخصية نفقة:

    • تحليل حكم النقض: دراسة تفاصيل الحكم، ومن ثم إعداد دفاع أو طلب تعديل بناءً عليه.
    • صياغة الطلبات: تقديم طلبات النفقة، تعديل أو تنفيذ، وفق التصنيف التشريعي الصحيح (28/2005 أو 41/2024).
    • جمع الدليل: مثل تقارير الدخل، الخبرة المالية، تغيّرات الحالة.
    • التنفيذ القانوني: رفع طلب التنفيذ، متابعة الحجز، وتحقيق التزام الطرف الآخر.
    • تقديم استشارات قانونية أسرية مخصّصة للظروف الخاصة بكل طرف.

    الأسئلة الشائعة

    بموجب قانون النقض والإجراءات في الإمارات، عادة تكون هناك مهلة محدّدة للطعن أمام محكمة النقض، ويجب على الطاعن رفع طلبه خلال المهلة المنصوص عليها في قانون المرافعات المدنيّة. ينصح بتقديم الطعن فور صدور الحكم النهائي، تجنباً لفوات الحق.

    نعم، يمكن تقديم طلب تعديل النفقة (زيادة أو نقصان) بعد سنة من صدور الحكم النهائي، استناداً إلى تغيير في ظروف الطرفين، وذلك وفق المادة 97 من قانون الأحوال الشخصية الجديد.

    إذا تغيّرت الظروف المالية أو الاجتماعية للأب أو الزوجة بدرجة جوهرية، فيحق للمتضرّر أن يطلب تعديل النفقة. للمطالبة بزيادة أو نقصان يجب أن تمر سنة من الحكم النهائي إلا في حالات استثنائية.

    الفرق بين الأمر الوقتي بالنفقة والحكم النهائي هو أن الأمر الوقتي بالنفقة يُصدر أثناء سير الدعوى لتوفير نفقة مؤقتة حتى صدور الحكم النهائي؛ أما الحكم النهائي فهو الذي يحدد المبلغ النهائي للنفقة ويدخل مرحلة التنفيذ ويُعتبر قاعدة قانونية ملزمة.

    تُطبَّق أحكام النفقة وفق قانون الأحوال الشخصية على المسلمين، أما بالنسبة لغير المسلمين في الإمارات، ففي بعض الإمارات تطبّق قوانين مدنية خاصة أو يُتاح اختيار قانونهم الخاص، لذا يُستحسن استشارة محامٍ مختص.

    نعم، يمكن استخدام أحكام نقض أحوال شخصية نفقة كمراجع قانونية تُبيّن التفسير القضائي للمعايير، ما يعزّز موقفك في الطعن أو التعديل أو التنفيذ، شريطة أن يكون الحكم السابق ذا صلة وظروفه مشابهة.

    في ختام هذا المقال، تجدر الإشارة إلى أن «أحكام نقض أحوال شخصية نفقة في الإمارات» تشكّل أداة قانونية فاعلة تتيح لمنفّق أو ملزم بالنفقة في الإمارات متابعة حقوقه أو واجباته على نحو أكثر دقة.

    مع دخول قانون الأحوال الشخصية الجديد حيّز النفاذ، أصبح من الضروري الاطّلاع على المعايير القانونية الحديثة، والاستفادة من التعليمات التنفيذية، مع الاستعانة بخبير قانوني. إذا كانت لديك قضية نفقة وتحتاج إلى تحليل قانوني دقيق أو تمثيل قانوني، يُرجى التواصل مع مكتبنا عبر زر واتساب أسفل الشاشة لبدء تقييم متخصّص.

    تنويه قانوني: المعلومات الواردة أعلاه لأغراض تثقيفية فقط، ولا تشكّل مشورة قانونية. للحصول على استشارة مخصّصة يُرجى التواصل مع محامٍ مرخّص في دولة الإمارات العربية المتحدة.

    وللمزيد يمكنك الاطلاع على أحكام نقض أحوال شخصية في الإمارات، بالإضافة إلى التحكيم في الأحوال الشخصية في الإمارات، وأيضًا محامي نفقة في الإمارات.


    المصادر:

    لديك استشارة قانونية؟
    تواصل مع محامي